عرض المقال
ملفات عاجلة على مكتب وزيرة الصحة
2013-07-18 الخميس
مادة الصحة العامة فى كليات الطب المصرية، مادة مظلومة يدرسها الطلاب مثلما يدرسون التربية القومية فى المدارس، يقرأونها بنوع من اللامبالاة والحفظ الأتوماتيكى والترديد والتلقين والمذكرات، ويتعاملون معها على أنها مادة «ترسو» درجة تالتة برغم أنها من أهم المواد التى يجب أن توضع على أولويات الاهتمام سواء فى التدريس أو فى الممارسة العملية بعد التخرج، وعندما تم اختيار وزيرة الصحة الجديدة ممن ينتمون إلى هذا التخصص المهم، تفاءلت خيراً، فمن يدرس ويعلم ويتخصص فى هذا الفرع الحيوى يعرف جيداً أهمية الوقاية والتخطيط والبعد الاجتماعى والاقتصادى للمشكلات الصحية وتتكون لديه نتيجة هذا التخصص رؤية استراتيجية واسعة بديلاً عن التفاصيل الروتينية البيروقراطية الضيقة، وهذا ما نأمله ونتمناه فى وزيرة الصحة د. مها الرباط والتى نحذرها من الوقوع فى فخ الصراعات الجانبية داخل أضابير الوزارة، أمام الوزيرة ملفات كثيرة، أهمها ملف التأمين الصحى وهيكلته وتنظيمه وهذا موضوع أدلى الكثيرون من المختصين والدارسين بدلوهم فيه، ولكن التحزبات الضيقة أطاحت بآراء محترمة لمجرد أنها ليست على الهوى السياسى سواء فى زمن مبارك أو مرسى!!، لكن هناك بعض الملفات الصحية التى تستطيع وزيرة فى ظل عمر هذه الحكومة القصيرة أن تبدأ فى فتحها ووضع حجر الأساس ونقطة البداية فى حلها، أهم الأمراض التى لا بد من مواجهتها بحسم وتعتبر قضية أمن قومى مرض فيروس سى الكبدى الذى لا بد أن تخرج الوزيرة إلى العالم معلنة أن مصر بلد موبوء ولا تستطيع حل هذه المشكلة التى أكلت أكباد ربع الشعب المصرى ورفعت نسبة السرطان الكبدى إلا بمساعدة الغرب الذى ساعد من قبل دولاً أفريقية فى مواجهة مرض الإيدز، ولا بد من السماح بإجراء الأبحاث على الأدوية الجديدة الفعالة المبشرة وتجربة المرحلة الثالثة فيها على النوع الرابع المصرى الشرس تحت إشراف معاهدنا العلمية بالاشتراك مع أمريكا وأوروبا واليابان مع مظلة حملة إعلامية قوية للتوعية بهذا المرض وكيفية الوقاية منه، الملف الثانى ملف السكر وهناك إجراء من الممكن أن تدشنه الوزيرة سريعاً وأوراقه جاهزة وهو اكتشاف مرضى ما قبل السكر أو بالأصح مَن سيصبحون مرضى إذا تركناهم بدون متابعة وبدون توعية، الملف الثالث هو ملف ارتفاع ضغط الدم وإطلاق حملة قومية لقياس الضغط فى الشركات والمصانع والمؤسسات الحكومية.. إلخ لاكتشاف مرضى الضغط الذين يشخصون الضغط بالصداع فقط وهو المفهوم الذى ضيع على كثير من المرضى فرصة الاكتشاف المبكر، لدرجة أن هناك شباباً كثيرين يأتون إلى الطبيب لأول مرة بفشل كلوى نتيجة ارتفاع ضغط غير مشخص!!، الملف الرابع ملف السمنة والبدانة وهو للأسف وباء لو حسبنا خسارته الاقتصادية لوجدناها بالمليارات، فالعلاقة الشيطانية ما بين السمنة وخشونة العظام وأمراض القلب والسكر والسرطان علاقة وطيدة ومرعبة، وهناك ملفات أخرى مثل ملف التدخين وملف الوقاية من السرطان عن طريق بعض التحليلات والأشعات البسيطة غير المكلفة، أعرف أنها ملفات صعبة ولكن صحة المصريين تستحق الجهد والمعاناة.